حبيباً غير إنسان

كم من أيام عمري ضاعت في سكنات الظلام
كم من أيام الشتاء جمدتني في جمور الحرمان
وكم من أيام الصيف أحرقتني في ثلوج الهذيان
تعثرت دموعي عابرة طريق الذكريات
حتى ذكر

ياتي تعثرت فسقط جسدي صريعاً بين حطام من العظام
صمت الماضي زفني شهيدة كانت لحبيب غير إنسان هل كان طفلاً
هل كان مراهقاً
أم كان مستبداً لم أطلب منه أن يكون لأجلي فنان
أو أن يكون ملكاً مثل شاه زمان
كنت أريد أن يكون معي إنسان فقط إنسان
بعد أن تربع في عروقي
بعد أن حلق في خيالي
بعد أن كتبت اسمه على كل قطرة من دمي
بعد أن غرست حبه في تجاويف فؤادي
لينمو وردة تروي ظمأ عشقي
ولم أكن أعلم أنني زرعت قطران
زرعت وردةً فضلت أن تستخدم أشواك الغدر
وتحمل سيفاً يقطع الأحلام
ويلوث أريج الحنان
فتغرق كلماتي لتصب في بحور ليس لها أمان
وعندما أسأله عن قلبي
عن دربي
يقودني في طريق مظلم بين الأشجار ويقول لي هذا درب الأمان
ليس عليك إلا أن تنقادي خلف أصوات الغربان
لا يوجد دواء لعلتكي إلا النسيان
إلا مرور الأيام
وتغير الأزمان