عينات الدواء .. هل تدخل في الرشوة ؟

من الأسئلة التي وردت إلينا:
أعمل مندوب أدوية بإحدى الشركات، وفي عملنا نقوم بتقديم الهدايا للأطباء كشُكر على اهتمامهم بالدواء وكتابته، وفي بعض الأحيان يطلب الطبيب نِسبة من أرباح الدواء مقابل كتابته، أو نقوم بالاتفاق معه عليها.. هل ما نقدّمه رشوة؟

لا.. ما تقدّمونه هو نوع من أنواع الدعاية والإعلان ولا علاقة له بالرشوة.. الرشوة أمر نأكل به حق الغير؛ ولكن في هذه الحالة لا نأكل به حق أحد، عندما نعطي للطبيب عيّنات من الأدوية؛ هذا يساعده على:

أولاً: حفظ اسمها.
ثانياً: الاطلاع على البامفلت أو النشرة حتى يعلم كيف يوجّهها.
ثالثاً: في بعض الأحيان الأطباء يُعطون بعض هذه العيّنات للمريض الفقير.
رابعاً: قد يستعملها أيضاً كتجربة؛ ليست تجربة في البشر، التجربة في البشر هذه لها أخلاقيات ولها قواعد أخرى؛ لكن تجربة لهذا المريض بالذات أنه هل سيستجيب مع هذه الأدوية المنتسبة إلى مجموعة معينة أو لا.
خامساً: أن إعطاء الطبيب هذه الأدوية عُرف عام، نحن لا نعطي طبيباً ونمنع طبيباً آخر، ده إحنا نعطي كل الأطباء في نفس التخصص، ولذلك نجد كثيراً منها مكتوباً عليها "غير مخصص للبيع" أو مكتوب عليها هدية، ولذلك هذا لا علاقة له إطلاقاً بالرشوة.

بعد ذلك الطبيب نفسه يقول "والله أنا أكتُب هذا، ولذلك أنا أريد منكم -يعني- أزْيَد من العيّنة"، الطبيب لا يخون المريض؛ لأن هذا الدواء هو دواء مناسب لحالته، وهو لا يخونه، وينصحه نصيحة صحيحة، كما أن هذا الدواء المناسب لحالته هو أيضاً مُجرّب ونافع؛ ولذلك عندما يكتبه فهو لا يخون أحداً، هو يطلب مزيداً من هذا؛ يقول والله أعطني بدل ما تعطني علبة دواء واحدة أعطني كرتونة للدواء؛ لأنه ده جزء من الأرباح التي يعني تربحونها وكذا، أو يقول والله أعطني نقوداً؛ فكل هذا هو نوع من أنواع الدعاية.. الدعاية والإعلان أخذ صوراً كثيرة جداً في العالم.

من ضمن هذه الصور أن الشركة قد تدفع ملايين الجنيهات في الإعلانات، قالوا طيب ما بدل ما نعمل كده ما إيه رأيكم نخفّض الأسعار بقيمة الإعلانات ونلغي الإعلان؛ فيبقى السلعة موجودة في السوق بثمن أرخص.. بدل ما ندفع عشرة مليون للإعلان؛ نخصمهم من الدواء أو نخصمهم من السلعة؛ فالسلعة دي تَرُوج، هذا حلال، هذا هو نوع من أنواع التشويق، نوع من أنواع التشويف، نوع من أنواع الإعلان؛ بس إعلان في هذه المرة ضمني سلبي بيجعل السلعة هي التي تفرض نفسها على الناس فيشتريها شريحة أكبر من الناس لانخفاض سعرها، ولذلك فهذه الأسئلة عن شركات الأدوية ومندوبي الأدوية هي أسئلة نقول إنها جائزة.

إلى لقاءٍ آخر أستودعكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.