كيف ندفع الزكاة ؟..

أحيانا نصادف بعض الناس في أماكن عامة
يطلبون الصدقات ومعهم إيصالات بأنهم يمثلون جهة مصرّح لها بقبول الزكاة
لكنها غير معلومة لنا، فهل يجوز دفع أموال الزكاة المفروضة لمثل هؤلاء
ونكون قد أدينا الفرض أم إن الأصوب دفعها لجهات معلومة وهم القائمون عليها؟

عصرنا
الآن يسمى عصر الفتن كثر فيه الناس في عددها وكثر فيه الخلط وكثر فيه بعض
الأخلاق المنحرفة ولكن ليس معنى ذلك أن نتشكك في الناس، ولكن علينا أن نضع
أموالنا خاصة أموال الزكاة في أماكن نطمئن إليها وإلى أنها ستصل إلى
مستحقيها؛ فالشخص الذي لا أعرفه لا أتهمه ولا أكذبه ولكن أيضا لا أعطيه هذه
الأموال.

ولذلك من حكمة الناس موجودة في الأمثال العامية لكنها تعبر عن مفهوم
ديني رصين في قلوب الناس يقول: "حرّص ولا تخوّن" خليك حريص لكن برضه ما
تخوّنش الناس؛ لأن نظر الشخص للناس بتعالٍ أو على أنهم لصوص أو منحرفون من
غير تأكد، ده باطل والنبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بحسن الظن. لكن أيضا
أنا لست بالخب، "الخب" هو الماكر الذكي ولكن الخب لا يخدعني، ومعناه أن
الماكر لا يستطيع أن يضحك عليّ، سيدنا عمر كان بيقول كده.

وربنا
يقول: {خُذُوا حِذْرَكُمْ} فالإنسان لا يتهم
الناس؛ لأن هذا خُلق كريم، وفي نفس الوقت لا يعطي أموال الزكاة خاصة لجهات
غير معلومة، بل هناك جهات معلومة وهي كثيرة جدا تستطيع من خلالها أن تصل
بالزكاة إلى مستحقيها، عندنا الآن -والحمد لله رب العالمين- مؤسسات كثيرة
تعمل في المجتمع وعندنا هذه المؤسسات لها حسابات ولها مراقبة ولها جهاز فني
يوصل الأشياء إلى مستحقيها كما أنه يعمل عليها أهل الثقة وأهل الديانة
وأهل الورع.

ولذلك فنقدر نقول زي ما ورد في السؤال دفعها لجهات
معلومة وهم القائمون عليها وفي نفس الوقت لا نتهم أحدا بالخيانة أو بالكذب
أو بالغش أو بالانتقاد لأننا لا نعرف هؤلاء الناس ولا مدى صحة فعلهم من
عدمه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

» فريضة الزكاة في الإسلام - محاضرة للشيخ محمد بن صالح العثيمين