مواردي محدودة .. ؟

مواردي محدودة وأريد مع ذلك أن أخدم ديني
فماذا أفعل؟

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح أبواب
الخير وهناك حديث يسمى عند العلماء بكلمة صعبة ولكنها ستكون سهلة بعد الشرح
يقول فيه: "منيحة العنز" ودي معناها أن أنا عندي معزة وهذه المعزة منحتها
لجاري 24 ساعة من أجل أن يحلبها ويشرب هو وأولاده اللبن بتاعها، حاجة سهلة
جدا يعني تنازلت عن وجود المعزة في البيت لمدة 24 ساعة ويمكن أقل؟ أنا عملت
إيه؟ أعطيت إيه؟ لم أعطِ شيئا.. حاجة سهلة أوي.

منيحة العنز هي
هدية العنزة التي لا أدفع فيها أي شيء، على رأس قائمة من 40 خصلة تُدخل
الجنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز
العامل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها، أدخله الله بها الجنة".
وما
هو الشيء الأقل من هدية المعزة؟! وإني أهدي المعزة لجاري لكي يحلبها،
الرسول عليه الصلاة والسلام قال حاجات كثيرة لكن الصحابة لم يستطيعوا سوى
الإتيان بخمس عشرة خصلة من الأربعين، إذن فإن أي شيء ولو كان بسيطاً تنفع
ويكون لها ثواب عند الله ولذلك نرى أن "التبسم في وجه أخيك صدقة"، والرسول
عليه أفضل الصلاة والسلام قال: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء
النار"، فبمجرد أن تبتسم في وجه أخيك فستحسب لك عند الله تعالى صدقة.

فيه
ناس متجهمة دائماً ولا يرضون أن يبتسموا، ولكن التبسم صدقة، والنبي عليه
الصلاة والسلام يقول: "ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" يعني وجهك يكون مبسوط
إنك شفته ولا يشعر بالنكد لأنك شفته، أنت مبسوط إنّ أنت شفته.
والنبي
عليه الصلاة والسلام بيقول: "أَعِنِ الأخرق" ومن الأخرق؟ هو الشخص الذي لا
يجيد أن يفعل شيئاً، هذا الشخص يجب أن تعاونه، فمثلا لو كان يضع خيطا في
إبرة ولا يعرف وأمسكت أنت بالخيط ولضمته في الأبرة، سبحان الله.. هذا قد
يُدخلك الجنة.

إذن فالشيء المهم جدا هو النية الصالحة، مواردي
محدودة.. مش ضروري يكون معاك فلوس.. اتق النار ولو بشق تمرة يعني بنصف
تمرة، يعني البلحة نقسمها لنصفين، النصف الأول هتصدق به لوجه الله وشيء من
قلبي، فربنا سبحانه وتعالى سيحسب لي عليها ثوابا كبيرا..

أريد أن
أخدم ديني.. يمكنك أن تعاون الناس وأن تحسن إلى جارك ويمكن أن تخدم الضعيف
أو المعوّق، وممكن أن تكف أذاك عن الناس، وفي حديث طويل لسيدنا أبي ذر
الغفاري، كل ما النبي عليه الصلاة والسلام يقول له على خصلة من خصال الخير،
فيسأله: أرأيت فإن لم يستطع ذلك؟ فقال: سبحان الله أما في صاحبك من خير!
فهو ليس معه فلوس ولا عنده خبرة ولا عنده معرفة ولا عنده علم ولا عنده قدرة
أن يعاون الناس، ليس لديه أي شيء.. يعمل إيه؟؟ فالنبي قال: يكفّ أذاه عن
الناس، تصور أن كف الأذى عن الناس من الدين.

ولذلك فالنبي عليه
الصلاة والسلام يقول: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن طريق الناس والحياء شعبة من شعب الإيمان" شعب
الايمان أعلاها لا إله إلا الله وأدناها لا تؤذي الناس لا ترمي الزبالة من
العربية في كل حتة، لا ترمي قشر الموز.. إلخ فينزلق أحد المارة ويكون هذا
سببا لغضب الله عليك.

وإلى لقاء آخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.