البعض يقدسون الإجازة

قبل أن أكتب هذا الموضوع ترددت كثيراً.. فموضوع الحلقة هو:
أهمية الراحة من مجهود العمل!
لكن..
هل كلنا نعمل فعلاً بإخلاص وجهد في سبيل تحقيق أهدافنا؟
هل كلنا نعمل فعلاً كي نستحق هذه الراحة؟
ما أراه كثيراً في حياة كثير ممن أعرفهم, هو أنهم يخلطون العمل بالراحة.. تجد الموظف يحل الكلمات المتقاطعة ويتسلى بقراءة الصحف وقت العمل.
طوال أيام الأسبوع, تجد أن الملاهي والمقاهي وأماكن الترفيه ممتلئة.. فالناس عندنا يستمتعون ويتسلون في كل أيام الأسبوع، وليس في نهاية الأسبوع فقط!
قد يقول لي البعض: وما له يا أخي؟ خلي الناس تشتغل بمزاج.. ما المشكلة؟
المشكلة -عزيزي القارئ- كبيرة فعلاً!
فحين تخلط العمل بالراحة بهذه الطريقة, ولا تخصص وقتاً تتفرغ فيه تماماً للراحة, سيحدث التالي:
1- لن تحقق إنجازاً حقيقياً في العمل.. لأنك تضيع وقتاً.
2- سيتراكم عليك الكثير من العمل وستجد نفسك مشغولاً دائماً.
3- لن تجد وقتاً لإجازة حقيقية.. لأنك -كما قلنا- مشغول!
الملاحظة التي أطلب منك أن تلاحظها هي:أن الكثير من الموظفين, يعوّضون ضَعف إنتاجهم بالعمل لأيام إضافية.. ربما تكون أيام الإجازة ذاتها!
من يعمل كثيراً جداً ليس ناجحاً بالضرورة.. قد يكون شخصاً لا يستطيع إنجاز ما عليه في الوقت المحدد.
كيف نستريح من العمل؟

المفترض أن نفصل بين العمل والراحة بشكل صارم.. هذه هي الطريقة المثالية كي تكون الحياة متوازنة.
ربما تكون قد سمعت عبارة: الناس في الخارج (يقدّسون) الإجازة!
وهذا صحيح.. فطوال أيام الأسبوع تنام المدن الكبرى مبكراً.. لن تجد المقاهي عامرة بالزبائن إلا في نهاية الأسبوع.. ليس كما ترى عندنا في الحسين مثلاً!
في وقت الإجازة لا مكان للعمل.. المفترض ألا تفكر فيه أو تستقبل مكالماته الهاتفية وتظل مشغولاً بهمومه.. المفروض أن تترك كل شيء وراء ظهرك وتستمتع بإجازتك.
الموضوع يشبه أن "تشدّ الكوبس" الخاص بعقلك فيما يتعلق بالعمل كي تسمح له أن يستريح.. لأنك حين تستريح في وقت العمل الرسمي؛ فهذا لا يعتبر راحة.. لن تشعر بالاستمتاع وأنت جالس في مكتبة وعليك مسئوليات.. لن تشعر بالراحة إلا وأنت مسترخٍ في إجازة ولا شيء يشغل بالك.
وهذا لن يتحقق لو تراكم عليك العمل.
ما رأيكم في هذا الكلام؟
ربما يتضايق البعض من هذه الملاحظات.. على اعتبار أن "يا عم احنا هنوجع دماغنا في التفاصيل دي ليه؟"
إلا أننا يجب أن نهتم بهذه التفاصيل.. لسبب بسيط..
وهو أننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط.. فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة؟