ثَابَر واجتهَد.. عثرات ونجاحات صنعت DELL

كان عمره 13 سنة عندما اتّخذ من بيت والديه مقراً لنشاط تبادل طوابع البريد عبر الطلبات البريدية؛ فحقق في بضعة شهور أرباحاً قاربت الألفي دولار.
وعندما وصل عمره إلى 15 سنة، قام بتفكيك حاسوبه الجديد "الآبل 2" Apple 2 إلى قطع صغيرة متناثرة، ثم أعاد تجميعه مرة أخرى ليرى إذا كان يستطيع ذلك.
وفي عمر 16 سنة، احترف بيع اشتراكات الجرائد؛ اعتماداً على قوائم المتزوجين حديثاً؛ فحصد ربحاً فاق الـ18 ألف دولار، استطاع أن يشتري بها سيارته الأولى طراز الـBMW وعمره 18 سنة.
في عام 1984 التحق "مايكل سول دل" بجامعة "تكساس" في مدينة أوستن الأمريكية، وانطلاقاً من غرفة نومه في مهجع طلاب جامعته، أسس شركة "بي سيز" المحدودة لبيع أجهزة الكمبيوتر المتوافقة مع أجهزة "IBM"، والتي كان يقوم بتجميعها بنفسه؛ حيث جاء برأس مال هذه الشركة الوليدة من قرض اقترضه من جدّيه، وكان باكورة زبائنه هم زملاؤه في الجامعة والذين حلموا بامتلاك حاسوب يناسب ميزانياتهم.
في عام 1985 قدمت شركته أول كمبيوتر شخصي من تصميمها، هذا النجاح دفع "مايكل" لأن يترك دراسته ويركّز في إدارة عمله الجديد؛ إذ إن شركته حققت أرباحاً تفوق الـ6 ملايين دولار في سنتها الأولى.
أما في عام 1988 فقد حوّل "مايكل" اسم شركته إلى شركة "حواسيب DELL"، ثم ضمّت مجلة "فورتشن" الأمريكية شركة "DELL" إلى قائمتها لأكبر 500 شركة، وفي عام 1999 استطاعت"DELL" أن تتفوق على منافستها "كومباك" في التصنيف لتصبح البائع الأكبر للحواسيب في الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاع "مايكل دل" بفضل مثابرته وجهده أن يصل لترتيب رابع أغنى رجال الولايات المتحدة الأمريكية، بثروة تُقارب الـ18 مليار دولار.
ولم تمضِ مسيرة الشركة دون عقبات وأزمات؛ ففي حقبة التسعينيات اشتعلت بعض حواسيب "DELL" المحمولة بسبب أعطال فنية، وفي عام 2001 اضطرت الشركة لخفض العمالة.. ولعل زلة لسان "مايكل" كانت من ضمن عثراته؛ حيث سأله سائل في ملتقى فني ضمّ آلاف الحضور: ما الذي كان يفعله ليعالج جميع أزمات شركة "أبل" التي كانت تعاني من مشاكل طاحنة في ذاك الوقت كادت أن تُطيح بها؛ فأجاب "مايكل" قائلاً: "كنت سأغلق الشركة وأعيد المال إلى المساهمين"؛ مما وتّر العلاقة بينه وبين "ستيف جوبز" -مدير شركة "أبل"- جعلته يقول في رسالة بريدية إلى موظفي الشركة: إن على "مايكل دل" أن يبتلع كلامه ويسحبه؛ فيومها فاق السعر السوقي لشركة "أبل" سعر شركة "DELL" وزادت مبيعات "أبل" وأرباحها عن "DELL"؛ مما علّمه أن يصون لسانه ويحسب عباراته قبل أن ينطق بها.