ترك الحجاب في البلد الأجنبي ..

هل يجوز للمرأة المحجبة التخلي عن حجابها إذا
تعرضت للمضايقات في بلد أجنبي تعيش فيه؟ أم يجب عليها تحمّل الإيذاء مهما
كانت شدته؟

الجواب :
إحنا عندنا درجات الإيذاء مختلفة، فيه حاجة اسمها
الضرورة إذا لم يتناولها الإنسان هلك أو قارب على الهلاك، والضرورات تبيح
المحظورات، لما المرأة كانت تمشي في سراييفو تتقتل، من بعيد بالهوية يعني
تتقتل؛ لأنها محجبة هو مش عارف هي مين واسمها إيه، إنما يقتلها لأنها لابسة
إيشارب على رأسها.

إذا وصلنا إلى هذه الحالة وكنا في سراييفو أثناء
الهجوم الشرس العدواني عليها بالتصفية الجسدية التي تمّت.. أيوه ساعتها
المرأة تخلع، هذا بإجماع جميع الفقهاء، لم يقل أي فقيه على وجه الأرض إلا
أن الضرورات تبيح المحظورات.

الدرجة الثانية: الحاجة. إذا لم
يتناولها الإنسان أصابته مشقة؛ يعني لو كنا في بلاد؛ هذه البلاد يحدث أنهم
يسخروا سخرية شديدة من المرأة. أو إن المرأة تحتاج للخروج إلى العمل لتحصل
حتى تكسب قوتها. أو أنها لا تجد من تعمل عنده وهي محجبة.

يعني
ابتدينا إيه الحاجة تشتد وتشتد وتشتد حتى وصلت إلى ما يقارب الضرورة؛ فإنه
أيضا الحاجات تنزل منزلة الضرورات عامة كانت أو خاصة، فالفقهاء يقولون إن
في هذه الحالة تتخلى عن الحجاب.

إنما نظرة اشمئزاز -أيوه هي حاجة
تتضايق واستفزاز مالوش داعي وانتهاك لحقوق الإنسان- لأ.. تصبر.. تتحمل هذه
الأذية.

واحد مخاصمها.. جار مش راضي يقول لها صباح الخير أو مساء
الخير.. أيوه تتحمل وتظل بحجابها وتجعل هذا الصبر لوجه الله.

يبقى
إذن الأحوال مختلفة، ولا بد علينا أن نقيس هذه الأحوال بالميزان، فإذا وصلت
إلى مرحلة المخاطرة بالحياة، وإلى مرحلة المشقة البالغة التي تُضيق على
الإنسان عيشته معلش يبقى ده نبيح المحظور وهو محظور، زي بالظبط {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه}، لكن
إذا كان هناك إيذاء من النوع الخفيف؛ نوع اللوم وكذا، يبقى إذن تصبر
وتحتسب، قال تعالى: {فصبر جميل والله المستعان على
ما تصفون}.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،