مذكرات خروف العيد

مذكرات خروف العيد
يا لها من ليلة مرت علي هذا المسكين …
وهو لا يدرى اتنقضى هذه الليلة أم ستقضى عليه…
ليلة ما التقى فيها جفناه، ليس من أرق ولكن من رق آخره الذبح…
ذبـــــــــح؟
نعم أيها الضعيف المسكين انه الذبح.. انه المصير الذي ينتظرك خلف ستار الليل..
سيأتي النهار عليك حاملا سكينا إليك…
آه ليت أمي لم تلدني، ليت لحمى صار رمادا وذهب مع ريح الغداة أمس.
ماذا دهاك أيها الإنسان ؟
كيف تستمرئ لحمى وتلك حالتي ليلة ذبحي؟
أين قلبك حين تنظر لعيني والسكين في يدك؟
من أين شجاعتك ذبح ثم قدور ونار؟
ثم أخذ يتفرس جسده …
آه لها ثم ألف آه بعدها عليك يا صغير السن كثير اللحم…
الكل ينتظرك غدا …
وأنت تنتظر شئ واحد…إنها السكين…السكين وفقط.
وارأساه …
وارأساه…حين تذهبين عنى بعيد ، ولا أراكي إلا يوم الوعيد.
دخلت سيدة الدار ومعها بعض البرسيم وابتسمت …
قال في أسى…لما البسمة ؟ لعفو عن المسكين؟
أيها الأحمق ظننت أن هؤلاء بين صدورهم رحمة…
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن الليث مبتسم
لكن ما العمل ؟
نظر إلى الطوق بين الأرض ورقبته ثم تنهد طويلا…
وقعت عيناه على البرسيم…
أنت أيتها الأعواد الخضراء النضرة …
ما الذي جاء بك؟
جئت لتشمتي في الميت الحي؟
أم جئت فأل خير تبشريني بلونك الأخضر بحياتي الآخرة؟
لاشك إن نطق العدم فلن تتكلمي فأنت تخافينني
تخافين المضغ وطرق الأضراس
مثلى …أخاف السكين ووقفة الحراس.
مهلا مهلا يا ذابحي أتهلك الخير بيديك ؟ ألا تدرى إذا رأيتني بمنامك ولك امرأة حامل فقد بشرت بولد ذكر مطيع ، ومن رأى أنه ذبح خروفاً مات له ولد. أو مات ولد لأحد أهله.
من يسمع ومن يعي ؟
التفت إلى هذا السكون الذي خيم على حظيرته…
وهذا الصمت المميت في الحيوانات الأخرى مثل الحمار والكلب والديك…
تنحح الحمار وتكلم يواسيه في مصيبته…
أرى ما أنت فيه أيها الخروف موت من قبل موت وذبح من قبل ذبح.
وكذلك أراك أيها الخروف قد بلغ بك اليأس مبلغه ، وتحكمت فيك زهرة الحياة حتى تحكم فيك خوف مثلها من مفارقتها و.
قاطعه الخروف في غضب عارم…
انك لم تصب بنفس مصيبتي ولاشك أن أدواركم خلف أبواب الأيام القادمة واقفة تحمل إليكم كل سوء ووبار ومصيركم السيئ ينتظر إذن الدخول عليكم…
قهقه الديك …
قال الخروف
هي الشماتة إذن يا مطرب الطيور
ردها عليه الحمار
لا أيها الخروف ليست الشماتة مقصده ولا السخرية وجهته ولكنه ضحك على تبشيرنا بسوء ليس لنا ومصائب لغيرنا وإنني لا أصلح لغير الحمل والركوب كالديك لا يصلح لغير الصياح وأنت لا تصلح…
قاطعه في أسى …
لغير الذبح.
واهاََ لها سكين تمزقني ارب
لكن وداعا يا اصدقائى أراكم يوم اللقاء حيث لا سكين ولا طعام ولاخراف تذبح أحفظوا على من يأتي بعدى هذه المذكرات..
ولا تغتروا بالدنيا فإنها كما ترونها فىّ
وهنا سمع صوت السكين يطرق بعضها بعضا….
وكل عام وانتم بخير…

مسكين والله هذا الخروف ..

» اناشيد العيد_ كل اناشيد العيد _ اكبر مجلد لاناشيد العيد حصرياً من شبكة عالم روان والفارس _ اكثر من 200 انشودة للعيد_ عيد سعيد اناشيد
» إذا اجتمع العيد والجمعة .. خطبة جميلة